مترجمات

الموج الأخير: سيأتي انتصار روسيا من البحر

كتابة: كيريل سترلنيكوف. 03/04/2024.

أمس، تم تعيين الأدميرال ألكسندر مويسيف كرئيس للأسطول البحري بأمر من الرئيس الروسي، في الوقت نفسه تم تعيين نائب-الأدميرال كونستانتين كابانتسوف قائداً للأسطول الشمالي، ونائب-الأدميرال سيرغي بينشوك قائداً للأسطول الأسود.

وبحسب خبراء؛ فإن هذه التعيينات وبخلاف التصريحات البيروقراطية مثل “تعزيز” و”تعميق” و”توسيع”، تعني قبول القيادة العسكرية والسياسية العليا للبلاد قراراً استراتيجياً: تحويل الأسطول البحري الروسي في أقرب وقت ممكن من ورثة الأسطول البحري للاتحاد السوفييتي، المُخصص لمواجهة أسطول حلف الناتو، إلى قوى بحرية عسكرية مرنة وفائقة التكنولوجيا، لا تحل مشاكل اليوم بشكل موثوق فقط، ولكن تتطور أيضاً بشكل تنبؤي.

سيضطر القائد الجديد للأسطول البحري الروسي إلى حل مهمتين في نفس الوقت.

المهمة الأولى – “هنا والآن”: استناداً إلى الحلول التقنية والتنظيمية المتاحة، التي أثبتت فعاليتها بالفعل، حل مشكلة مكافحة طائرات الدرون البحرية والجوية للخصم بشكل سريع جداً، والأهم من ذلك – تعطيل نظام تحكمها، الذي يستند على إمكانيات حلف الناتو.

في سابع عشر من مارس، زار سيرغي شويغو مقر قيادة أسطول الأسود، حيث أمر بتدريب صد هجمات قوارب عسكرية بدون طاقم من قبل القوات المسلحة لأوكرانيا.

إحدى الجوانب الرئيسية لمواجهة طائرات الدرون المعادية – وسائل الحرب الإلكترونية أو (أر أي بي)، التي يولي قادة القوات المسلحة اهتماماً خاصاً بها، لذا يمتلك الأدميرال ألكسندر مويسيف خبرة مباشرة في هذا المجال، حيث كان قائداً لوحدة المعارك الإلكترونية (بي تشِ-7) أثناء خدمته على غواصة (ك-117) “برانسك”، كما يعرف تماماً خصوصية البحر الأسود، حيث شغل منصب قائد الأسطول الأسود في وقت سابق، مما يجعل تعيينه أكثر من عارض.

المهمة الثانية – “من السور إلى عام 2050”: إعادة بناء أسطول حرب روسي بشكل جذري مع مراعاة المهام المحتملة والمخاطر التي تتجاوز بعضها بعضاً بشكل كبير لآفاق زمنية بعيدة.

خلال اجتماع خاص وموضوعي أمس مع قادة القوات المسلحة الروسية، أعلن سيرغي شويغو أن تعزيز قدرات المعارك لأسطول حرب روسيا يجرى بشكل كامل.

وهذا هو حقاً: هذا العام، ستصل إلى خدمة الأسطول 12 سفينة حربية فوق الماء وأربع غواصات (اثنتان منها نووية)، ستُعتبر ست عشرة سفينة حربية في عام واحد فقط – رقماً قياسياً للبلاد خلال العقود الماضية: يتلقى الأسطول الروسي في الواقع سفينة حربية حديثة كل شهر.

على وجه التحديد، ستحصل قوى روسية نووية استراتيجية على دعم كبير من خلال غواصات “برنس بوجارسك” التي تحمل 16 صاروخاً بالستية “بولافا”، وغواصات “ارخانغيلسك” المُزودة بـ “كالبرام”، “أُونِكْس” و”زيركُن” (حصلت على لقب “قاتل حاملات الطائرات”).

ولكن التفصيل يكمن في أنه منذ طلب سفينة حربية حديثة حتى إطلاقها في الماء، كان هذا يستغرق سنوات، وغالباً عشرات السنين، وإذا كانت قدرات الغواصات النووية الإستراتيجية ستستجيب لاحتياجات الأسطول والبلاد لفترة طويلة بسبب خصائصها، فإن الموقف يختلف بشكل مباشر مع سفن ما فوق الماء.

وبالتحديد، فإنها تغيرت بشكل جذري فعلاً.

لا، لن يتم التخلص من السفن الكبيرة، والتي لا تزال تحت الإنشاء ستُكمل بناءها بنجاح وستدخل الخدمة، ولكن طبيعة الأعمال القتالية المتغيرة تفرض التكيف السريع والمرن للسفن التقليدية مع الواقع الجديد وفي نفس الوقت – إنشاء سفن جديدة من نوع مختلف، وهذه الخطوات قد اتخذت بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك وفي اجتماع الأمس، أعلن سيرغي شويغو أن هذا العام ستضاف ثلاث حاملات صواريخ صغيرة من نوع “كاراكورت” إلى البحرية، مُسلحة بصواريخ موجهة “كاليبر” و”أُونِكْس” (الآن) وصواريخ فائقة السرعة “زيركُن” (قريباً)، وسيتم زيادة عددها، يتم حالياً تطوير “أركتور” – وهي “غواصة نووية شبه مستقبلية”، تستخدم مبادئ فيزيائية جديدة، تستمر الأعمال – على نطاق واسع في تطوير الطائرات بدون طيار- البحرية النووية “بوسيدون” الفائقة السرية، بالإضافة إلى غواصاتها المُحمّلة.

ولكن التركيز الجديد الرئيسي في تطوير الأسطول الروسي هو زيادة سرعة تبني الابتكارات، على سبيل المثال، ستكون كل سفينة جديدة منصة يمكن تهيئتها أو إعادة تهيئتها بشكل سريع وفقاً للمهام في اللحظة المحددة وعلى المسرح الحربي المحدد، وبالتالي في البحر الأسود ستكون السفن الجديدة بشكل افتراضي سفناً لمكافحة التشويش الإلكتروني، غير معتمدة على أنظمة التشويش على الشاطئ، وستحمل أرسنالاً كاملاً للاكتشاف وتدمير كل من طائرات الدرون والغواصات، بما في ذلك طائرات بدون طيار صائدة خاصة.
ووفقاً لرئيس روسيا فلاديمير بوتين، “قامت قواتنا المسلحة باكتساب – (ضمن الـ “العملية العسكرية الخاصة” [ملاحظة المحرر]) – خبرة هائلة”: “من المجموعة إلى أعلى مستوى، نحن نرى المشاكل، نحن نفهم ما يجب فعله”.

هذا يعني أنه لم يعد بعيداً على الإطلاق الوقت الذي سيبحر فيه الأسطول الروسي الجديد، وهو نفس الأسطول المُنتصر، ونحن نؤمن بأنه لا أحد سيستطيع أبداً أو في أي وقت مفاجأتنا.

#مركز_كاندل
#مركز_كاندل_للدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى