“مؤشرات استشرافية بالجولة الانتخابية التركية الثانية”
23 مايو/2023 الثلاثاء
مقدمة:
نشرت بعض مراكز الرأي والاستطلاع
بيانات وتوقعات متفاوتة في تركيا خلال فترة الدعاية الانتخابية الرئاسية والتي تأكد التشكيك في مصداقية توقعاتها بعد انتهاء جولة الانتخابات الأولى حيث تم رصد استطلاع رأي أجراه مركز ORC” للأبحاث في أنقرة توقع فوز كليجدار أوغلو بنسبة 49.3% مقابل 42.4% لأردوغان حيث يعتبر نشر مثل هذه النتائج المضللة أحد أدوات التأثير على الناخبين وسيطرة المعارضة وتمويلها لمراكز الاستطلاع والدراسات حيث تنشط شركات استطلاع وهمية وممولة من المعارضة وتنشط في فترة الانتخابات في محاولة التأثير الدعائي لدى الجمهور إلا أنه وبعد فشل المعارضة التركية في حسم السباق الانتخابي وظهور نتائج متعارضة مع توقعات تلك المراكز وشركات الاستطلاع فقد أثارت انتقادات واسعة وأسئلة عن مدى استطاعة كليجدار أوغلو حسم الجولة الثانية والتي ستعقد في الأحد القادم 28 مايو فهل ستنجح المعارضة بكسب الجولة الثانية؟
مؤشرات فوز أردوغان في الجولة القادمة:
*بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات في تركيا أعلنت الهيئة العليا للانتخابات حصول أردوغان على 49.5% من الأصوات بينما حصل كليجدار على 44.8% وتقدر النسبة الفارقة ب 2.5 مليون صوت وهذا مالا يمكن تجاهله في الجولة الانتخابية القادمة خصوصا بعد إعلان سنان أوغان دعم أردوغان ويعتبر ذلك مؤشرا منطقيا لتوجه أردوغان للحسم في الرئاسة.
*يعتبر حزب العدالة والتنمية الحزب الأكثر تمثيلا خصوصا بعد حصول الحزب على معظم الأصوات حتى في المناطق المنكوبة بعد الزلزال مع ضرورة إعادة الحسابات في مراكز الثقل وهي العاصمة أنقرة وإسطنبول
*توجه شريحة واسعة من الناخبين حسب دراسات واستطلاعات بتمسكهم بصعود تركيا كقوة عسكرية وفاعلة سياسية وهذا نهج العدالة عبر سنوات من التصنيع العسكري والدفاعي والتوجه الخارجي حيث يعتبر بعض خصوم أردوغان أنه رجل تركيا القوي وهذا ما جعل الكثير من الأصوات تأتي من خارج مناصري حزب العدالة.
*إعلان الحزب وعلى لسان رئيسه أردوغان بمراجعة الأخطاء ونقاط الضعف ومراجعة السياسة الاقتصادية وكسب الجميع وتنفيذ مطالب من ينادي بإعادة اللاجئين وكسب المزيد من المعارضين الأكراد والقوميين.
*مع خسارة العدالة شريحة أصوات الجولة السابقة تشير البيانات بتراجع أصوات باقي الأحزاب بنسب أكبر من التي خسرها العدالة مع سباق العدالة وفوزه بالبرلمان وحصده المقاعد الأكثر تمثيلا له.
*أخطاء المعارضة التركية والتي كان لها شأن بخدمة العدالة والتنمية وكسب أصوات جديدة لصالح الرئيس أردوغان ومن أهم تلك الأخطاء:
-الخطاب السياسي العنصري والعشوائي مقابل خطاب سياسي متزن مليء بالإنجازات.
-سحب بساط الثقة بعد الجولة الأولى خصوصًا بعد فقد المعارضة تماسكها وتحالفها ضمن الطاولة السداسية.
-تقاطع الحملات الغربية ضد تركيا وأردوغان مع خطاب المعارضة.
-غياب البرامج المقنعة والمرشح التوافقي الذي سيواجه أرودغان.
خلاصة:
مع التحدي الأكبر للناخبين في إسطنبول وأنقرة وتراجع بنسبة الأصوات لصالح العدالة والتنمية إلا أن استراتيجية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمراجعة أماكن الخطأ ومعالجة أسبابها وإعادة تقييم أداء الحزب وتبني سياسة جديدة لمخاطبة الكتلة الأخرى سيخفف من نتيجة التصادم مع الكتل والتوجهات الكردية والقومية وستزيد من عمق الشريحة الناخبة والداعمة لسياسة الحزب مع احتفاظ العدالة بأغلبية برلمانية سيكون دافعاً جديداً لشريحة واسعة بالتصويت مجددا للرئيس أردوغان وهذا سيكون مؤشراً أخراً لفوز العدالة في الجولة التي باتت على الأبواب.