جيمز م.دورسي
ألجيماينر
ترجمة كاندل
يحطم المتظاهرون في سورية والبحرين وليبيا وإيران وإسرائيل الآمال المتسلطة والاستبدادية في شتاء طويل الأمد.
رداً على ذلك، يسعى الحكام العرب المستبدون جاهدين لسحق ما يخشون أن يتطور إلى موجة ثالثة من الاحتجاجات خلال ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن. لقد استخدم المستبدون طرق عدة من قمع الاحتجاجات في الشوارع وزيادة الكبت، والانخراط في حوارات روتينية، وتقديم التنازلات، وعرض المساعدات الاقتصادية لنزع الفتيل الذي ممكن أن يسبب إنفجار مفاجأ في المستقبل.
في أوائل عام ٢٠١٠، اعتمدت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر على عنف القوة الأمنية والتدخلات العسكرية ودعم المحافظين والميليشيات المتمردة للتراجع عن إنجازات الثورات الشعبية لعام ٢٠١١ التي أطاحت بالقادة الاستبداديين القدامى في تونس ومصر وليبيا واليمن.
أدى مزيج من المناورة السياسية الاستبدادية ووباء كوفيد-١٩ إلى تخريب الانتفاضات في عامي ٢٠١٩ و٢٠٢٠ في الجزائر والعراق ولبنان والسودان، مع عواقب مدمرة في كثير من الأحيان.
جادل المحللون والصحفيون والأكاديميون بأن الإجراءات المضادة للثورة قد استبدلت الربيع العربي عام ٢٠١١ بشتاء عربي طويل الأمد. وتشير الاحتجاجات الأخيرة إلى أن ثلوج الشتاء ربما تكون على وشك الذوبان.
-تستعد إيران هذا الشهر للذكرى الأولى لوفاة ماشا أميني في ١٦ أيلول. توفيت أميني في ظروف مريبة أثناء احتجازها من قبل الشرطة الدينية الإيرانية، التي احتجزتها بزعم ارتدائها حجاباً “بطريقة غير لائقة”.
أثارت وفاتها أشهرا من احتجاجات الشوارع التي يقال إن قوات الأمن قتلت فيها ٥٣٠ شخصا واعتقلت أكثر من ٢٢٠٠٠ شخص. ومنذ ذلك الحين، أدى التحدي الشعبي إلى تحويل الشركات والفعاليات الثقافية والمحاكم والاحتفالات الدينية إلى أماكن للاحتجاج والعصيان المدني.
“القرارات الخاطئة قد يكون لها عواقب مؤلمة على المؤسسة. لا يستطيع الناس تحمل المزيد من الضغط. وحذر مسؤول حكومي سابق من أنه إذا استمر الأمر فسنشهد احتجاجات في الشوارع مرة أخرى.”
-في سورية، ما يقرب من أسبوعين من الاحتجاجات الحاشدة المتواصلة المناهضة للحكومة في محافظة السويداء الجنوبية الغربية التي يسكنها الدروز، والتي كانت لفترة طويلة معقلًا مؤيدًا للحكومة، والتي تطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد، ويتردد صداها في منطقة درعا السنية المجاورة وفي اللاذقية معقل العلويين للأسد.
“في البداية، ربما كان الأسد يعتقد: لقد فزت ويمكننا أن نسمح بحدوث ذلك؛ يمكننا أن نسمح للدروز بالتنفيس عن بعض التوتر. وقال جوشوا لانديس، الخبير في الشأن السوري: “تبين أن ذلك كان خطأ من وجهة نظر الأسد، وسيتعين على جيش الأسد أن يبقيه في السلطة”.
-فشلت السلطات في البحرين حتى الآن في إنهاء الإضراب عن الطعام المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع والذي شارك فيه ٨٠٠ سجين، أو ما لا يقل عن ٢٠ بالمائة من نزلاء السجون في الدولة الخليجية، من خلال الاستجابة لبعض المطالب لتحسين ظروف السجن.
-انتشرت قوات الأمن الليبية مؤخرًا في شوارع العاصمة طرابلس لمنع تجدد الاحتجاجات ضد لقاء بين وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين. وزادت الاحتجاجات الضغط على حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة المعترف بها دوليا في ليبيا للتنحي وإفساح المجال أمام إدارة جديدة.
-اشتبك المتظاهرون العرب والتركمان المعارضون للوجود السياسي الكردي في مدينة كركوك المتعددة الأعراق المتنازع عليها مع الأكراد في نهاية هذا الأسبوع، مما يشير إلى أن العراق قد ينضم مرة أخرى إلى قائمة دول الشرق الأوسط التي تعاني من اضطرابات اجتماعية. وفرضت السلطات في البداية حظر التجول في كركوك بعد مقتل أربعة أشخاص في الاحتجاجات.
-وفي مصر، يشعر أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، بالقلق من أن تشهد الدولة الأفريقية موجة متجددة من الاحتجاجات.
“هناك شعور بأن الناس غير مرتاحين لأي شيء في الوقت الحالي. هناك أزمة ديون، وأسعار السلع، والتضخم ارتفع بشكل كبير. وحياة الناس وأحوالهم من سيء إلى أسوأ. لقد اختفت رغبتهم في البقاء هادئين. وقال الصحفي المصري الكندي كريم زيدان، بعد أيام من وصوله إلى القاهرة في زيارة الشهر الماضي: “من المرجح أن تسمع عن السخط علناً في الشوارع”.
وفي مقال بعنوان “السيسي في مصر يحكم بالخوف–ويحكم به”، أضاف الخبير في الشؤون المصرية ستيفن أ. كوك: “هناك تباين كبير ومتزايد وملحوظ بين ما تعد به الحكومة المصريين وكيف يعيشون الحياة اليومية. ”
كان الخوف من تجدد الاحتجاجات في مصر، التي من المقرر أن تصبح أكبر مستورد للقمح في العالم للسنة المالية ٢٠٢٣-٢٠٢٤، أحد الأسباب التي دفعت مكتب أبو ظبي للتصدير (ADEX) وشركة الظاهرة الزراعية ومقرها الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي إلى الاتفاق على تزويد مصر بالقمح للسنوات الخمس المقبلة بقيمة ١٠٠ مليون دولار سنوياً من القمح المطحون المستورد “بأسعار تنافسية”.
-إن الخوف من الاحتجاجات، حتى في دول مثل المملكة العربية السعودية التي يقل فيها خطر انتشار السخط إلى الشوارع، قد يفسر أيضًا الإجراءات القمعية غير المتناسبة مثل الحكم الأخير الذي أصدرته المملكة بالإعدام على محمد الغامدي، البالغ من العمر ٥٤ عامًا. مدرس قديم وشقيق عالم إسلامي منشق، بسبب نشاطه على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر.
في كتاب نُشر للتو، أشار المؤلف روبرت د. كابلان إلى أن فلاديمير لينين، مؤسس الاتحاد السوفييتي، فهم “أنه كان من الضروري قتل وسجن الأبرياء. وإلا كيف يمكن للديكتاتور أن يغرس الخوف التام في نفوس السكان؟ إن معاقبة المذنبين فقط من شأنه أن يمنح الأبرياء، الذين يشكلون أغلبية السكان، راحة البال. وهذا، بطبيعة الحال، من شأنه أن يقوض نوع السيطرة التي اعتقد لينين أنها ضرورية.”
Another ‘Arab Spring’? Is the Mideast Headed for More Unrest?
