اجتماع الأردن مسار عربي متعثر وغير واضح لحل القضية السورية بعد تعثر المسارات الأخرى
كاندل للدراسات
2 نيسان / إبريل 2023
عقد في العاصمة الأردنية عمان يوم 1 أيار / مايو 2023 اجتماعاً ضم وزراء خارجية السعودية والأردن والعراق ومصر، في عمّان، مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد.
ويأتي هذا الاجتماع بعد الاجتماع الذي عقد في جدة بين وزراء لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن والعراق ومصر، الذي استضافته السعودية في جدة يوم 14 نيسان 2023 والذي أظهر تبايناً واضحاً في وجهات النظر إزاء إمكانية عودة النظام إلى مقعد سورية في الجامعة العربية وقبل قمة القادة العرب التي ستنعقد في 19 مايو / أيار 2023 بالعاصمة السعودية الرياض
إن الهدف المعلن للاجتماع هو إجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية، ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية، ويحافظ على وحدة سورية واستقلالها.
لكن يبدو أن الهدف المعلن يعبر حقيقة عن محاولة كل دولة من الدول الحاضرة أن تمرر مصالحها الخاصة تحت هذا العنوان والبحث في معالجة الملفات التي تمس أمنها ومصالحها بشكل مباشر.
فالأردن: مندفعة للتطبيع مع النظام لثلاث أهداف أساسية، إيجاد تفاهم أمني لإيقاف تدفق شحنات المخدرات التي تحاول اجتياز حدودها بشكل أسبوعي، والتفاهم على تهيئة الظروف المناسبة لعودة طوعية وآمنة للاجئين السوريين، وتدوير عجلة التبادل التجاري بين البلدين لتخفيف الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأردن وإبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدوده الشمالية.
بينما تذهب السعودية: إلى خيار التطبيع كتأكيد على دورها القيادي كمركز قرار عربي وضمان نجاح قمة الرياض بحضور جميع الدول العربية وتقديم خطوة لبناء الثقة مع إيران في سياق التفاهمات الثنائية بين البلدين على الكثير من ملفات المنطقة ومواجهة مشكلة شحنات المخدرات التي تعاني منها المملكة أيضاً.
أما مصر: والتي تعتبر أقل الدول تأثراً بالأزمة السورية قياساً بالدول المجاورة لسورية فهي تناور في موقفها من النظام السوري فتلين تارة بالانفتاح الدبلومسي إرضاء لروسيا وتتشدد تارة وترفض عودة النظام للجامعة العربية إلا بتحقيق تقدم في الحل السياسي إرضاء للولايات المتحدة .
أما العراق: فيعبر في مواقفه الداعمة لعودة النظام إلى الجامعة العربية والتطبيع بلا قيد أو شرط عن التوجه الإيراني لتأهيل النظام السوري وتمرير رواية انتصار النظام ولابد من التعامل معه كأمر واقع.
أما النظام السوري: فهو يبدي عدم اكتراثه بالعودة إلى الجامعة العربية ضمن صفقة وشروط تطالبه بتقديم التنازلات وبناء عليه فهو غير مستعد لتقديم أي تنازل مهم في مسار العملية السياسية أو عودة اللاجئين ويحاول كسب تأييد عربي لمطالبة الولايات المتحدة وتركيا لسحب قوتهما من سورية، ومحاولة استثمار الأزمة الإنسانية بعد الزلزال لتحقيق مكاسب اقتصادية وتحريك برامج التعافي المبكر في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
من المتوقع أن تستمر هذه اللقاء الثنائية والرباعية بين النظام السوري والدول العربية لكن لا يبدو أن الدول العربية لديها أوراق ضغط وتأثير قادرة على أطر النظام للالتزام بتعهدات تجاه عودة اللاجئين وتقديم تنازلات في مسار الحل السياسي وفق القرارات الأممية وبيان جنيف وغنما يبحث عن تسويات ثنائية لا تفضي إلى سحب الأوراق التي يضغط بها النظام على الدول العربية لابتزازها ودفعها للضغط على الولايات المتحدة للذهاب إلى تسوية موازية بعيداً عن مسار الحل السياسي الأممي.