إجراءات قد يلجأ لها النظام لمواجهة الغضب الشعبي
عباس شريفة
باحث سياسي سوري
يتعرض النظام السوري إلى موجة احتجاجات متصاعدة بدأت في مناطق الساحل ودرعا ودمشق والسويداء من بداية شهر آب/أغسطس 2023 وتطور الاحتجاج في السويداء إلى درجة مطالبته برحيل النظام ودخول شيخ عقل الطائفة حكمت الهجري على الخط المؤيد للاحتجاجات، في الوقت الذي يعاني الشعب السوري من أزمة اقتصادية خانقة اشتدت من بعد كارثة الزلزال في شهر شباط/فبراير2023، واستمرت حتى اليوم حيث وصلت ذروتها إلى اليوم الذي خرج فيه بشار الأسد بمقابلة تلفزيونية على قناة سكاي نيوز عربي في 8 آب/أغسطس 2023، حيث أعطى رسائل سلبية للشعب السوري بعدم وجود حل قريب وأنه مُصِرٌّ على نفس السياسات السابقة مع مطالبته للشعب بالصمود مع النظام ورفضه للمبادرة العربية ورفضه التعاطي مع الحل السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة حيث قفز سعر الدولار من 11200 ل.س إلى 14800 ل.س مع ما رافق ذلك من عجز حكومي واضح في تأمين المواد والخدمات الأساسية للشعب الذي يرزح تحت سلطته.
لكن أمام هذا الانسداد في خيارات النظام وتعطل مسار التطبيع العربي وغياب أي أمل في التغيير ما هي الأدوات التي يمكن للنظام أن يلجأ لها لكي يكسر حالة الغضب الشعبي الآخذ بالتصاعد والامتداد.
1. يمكن للنظام أن يعمل على تنشيط تنظيم داعش في حواضن النظام كما كانت هذه السياسة متبعة مع محافظة السويداء على 2014 مع أزمة التجنيد ورفض المحافظة لإرسال أبنائها للخدمة الإلزامية حيث كان النظام يفتح ثغرات للتنظيم من أجل استهداف أبناء السويداء كنوع من الضغط وقد بدأ تنظيم داعش بالفعل ينشط في مناطق البادية وداخل دمشق خلال الفترة الماضية.
2. ربما يقوم النظام بإشاعة الفوضى الأمنية وتحريك المجرمين واللصوص الذي يستغلون الحراك والهبة الشعبية للقيام بأعمال النهب والخطف لإظهار الحراك كمسبب من مسببات الفوضى.
3. سيحرك النظام أبواقه الإعلامية وقنواته التلفزيونية لتوجيه النقد إلى الحكومة التي تعمل بعكس توجهات بشار الأسد حيث قام النظام بزيادة الرواتب 100% لكن الحكومة قامت برفع أسعار المواد الأساسية إلى 200 % مما يعني أن ثمّة محاولة من الحكومة لاتخاذ إجراءات من شأنها إفراغ الخطوة من مضمونها وعدم تأثيرها على تحسن المستوى المعاشي.
4. اللعب على وتر الفتنة الطائفية وإقناع الدروز والعلويين أن أي حراك ضد السلطة التي تحمي الأقليات ربما يؤدي لتحرك السنة للقيام بأعمال انتقامية من الطوائف والأقليات باعتبارها محسوبة على النظام السوري وبالتالي فإن صوت العقل يقتضي إنهاء الاعتصامات والاحتجاجات حتى لا نذهب لحالة أسوء من مشكلة الوضع المعاشي.
5. سيستغل النظام الحراك والغضب الشعبي لتهديد المحيط العربي بالفوضى وتصوير الأمر وكأن الأمور انفلتت من يد النظام بسبب الحصار الاقتصادي الذي تعاني منه سورية وابتزاز الدول العربية وتخييرها بين الفوضى أو تمرير مساعدات مالية تساعد النظام على احتواء الاحتجاجات.
6. سيقوم النظام بحسب بعض المصادر بتقديم رشوة للمناطق التي تشهد احتجاجات على شكل وظائف في الدولة لأبنائها وهو ما قد يسهم بتخفيف حدة الغضب الشعبي وهنا يتم الحديث عما يقارب 50 ألف وظيفة.
7. يعتقد النظام أن أجواء الحرب هي الظرف الأمثل لإسكات أصوات المحتجين باعتبار أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وعندما نواجه الإرهاب فإن واجب الشعب هو الوقوف مع النظام وليس تحريك المطالب المعاشية وهناك يمكن رفع مستوى التوتر مع مناطق المعارضة وإدخال الناس بأجواء الحرب.
8. ربما يقوم النظام باستبدال تبديل وجوه النظام المستهلكة لامتصاص الاحتقان الشعبي وذلك على مستوى الإدارة المحلية والمحافظ والفروع الأمنية أو حتى الحكومة والوزراء
9. توسيع تجارة المخدرات لتشمل إضافة للخليج والدول العربية كذلك الدول الأوربية كورقة ضغط على الغرب لتخفيف العقوبات وتوسيع الاستثناءات وتحذيرها من دعم الحراك لأن ذلك سيسبب المزيد من الفوضى.
10. اللجوء إلى تنشيط مجموعات اغتيال لاستهداف الشخصيات التي تقود الحراك الاحتجاجي ضد النظام
11. ضخ المزيد من جوازات السفر وتشجيع الهجرة غير الشرعية لإفراغ الداخل السوري من السكان وجعل ملف الهجرة غير الشرعية ملفّاً ضاغطاً على الدول الغربية لإنقاذ النظام ودعمه مقابل إيقاف حركة الهجرة واللجوء
المطلوب من الحراك المنتفض الانتباه لهذه الأساليب الماكرة التي يعد لها النظام والاستعداد لمواجهتها وعدم الوقوع في فخاخ النظام التي يحفرها للحواضن المنتفضة من أجل إجهاض حراكها وإعادتها إلى التطويع والاستسلام .