تحليلات

الطرق التجارية في سورية

وتأثيرها على معادلة الصراع ومسارات الحل

تقرير تحليلي
إعداد: أنس الوزير.. مساعد باحث في مركز كاندل

ملخص تنفيذي

تتميز سورية بموقع جيواستراتيجي مهم للغاية فهي عقدة مواصلات بين أوروبا وآسيا وواجهة آسيا على البحر المتوسط وهناك عدة طرق دولية تعبر منها، وتعطي هذه الطرق لسورية دورًا هامًا في الاقتصاد والسياسة الإقليمية وكما تؤثر على معادلة الصراع ومسارات الحل السياسي.

من أهم هذه الطرق طريق الحرير (M42) الذي يعتبر جزءًا من مشروع “الحزام والطريق” الصيني، وهو يربط ميناء اللاذقية بالحدود العراقية، ويُعد الطريق مهمًا من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية لكل من سورية، وإيران، والعراق والصين ويمكن أن يساعد طريق الحرير في جزئه العابر من سورية والعراق وإيران بتعزيز التعاون الأمني بين هذه الدول حيث يمكن استخدامه لنقل القوات والمعدات العسكرية بسرعة وسهولة، كما يمكن استخدامه أيضًا لنقل البضائع والمنتجات، مما يعني أن الطريق سيلعب دور في تشبيك المحور الإيراني ويعزز النفوذ الإيراني العسكري ويعزز النفوذ الصيني الاقتصادي وهو ما يعني عقدة تحالف صيني إيراني إذا تحولت إيران لبوابة التمدد الصيني نحو المتوسط

كما يُعتبر الطريق الدولي M5 واحدًا من أهم الطرق الرئيسية في سورية، يبلغ طوله 450 كيلومتراً، ويمتد من معبر نصيب على الحدود مع الأردن إلى معبر باب السلامة على الحدود مع تركيا، عبر المدن الكبيرة مثل درعا دمشق وحمص وحماة وحلب وخارجياً يربط بين سورية وتركيا والأردن ولبنان وعقدة استراتيجية في ربط أوروبا بجنوب غرب آسيا.

أما الطريق الثالث من حيث الأهمية فهو الطريق الدولي M4 الذي يمتد من الحدود مع العراق عند معبر اليعربية إلى اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سورية قاطعاً المدن المحاذية للحدود التركية وهو يربط بين أهم المناطق الصناعية والتجارية في الداخل السوري مثل حلب وحماة وحمص والساحل وبين المناطق التي تحوي على المواد الأولية من المنتجات الزراعية والحيوانية في مناطق شمال شرق وشرق سورية، ولهذا يعتبر طريق M4 خط الإمداد الرئيسي للبضائع والمنتجات بين هذه المناطق، وهو يصل بين بوابة سورية البحرية على البحر المتوسط والداخل السوري.

ومن المتوقع أن تكتسب هذه الطرق أهمية كبيرة في أي تفاهم سياسي بين القوة المسيطرة على هذه الطرق لإعادة تفعيلها في المستقبل فلا يمكن الاستغناء عن هذه الطرق في حال الرغبة في تنشيط التبادل التجاري ولا يمكن الاستعاضة عنها بشبكة طرقات بديلة وبالتالي فإن محور التفاهم الدولي حول الحل في سورية سينطلق أساساً من المصالح المشتركة للدول الفاعلة حول طريقة فتح الطريق والمعابر الدولية واستعادة دور سورية في النقل والترانزيت الإقليمي والدولي.

تمهيد

تتميز سورية بموقع جيواستراتيجي مهم للغاية فهي عقدة مواصلات بين أوروبا وآسيا وواجهة آسيا على البحر المتوسط وهناك عدة طرق دولية تعبر منها، وتعطي هذه الطرق لسورية دورًا هامًا في الاقتصاد والسياسة الإقليمية وكما تؤثر على معادلة الصراع ومسارات الحل السياسي.

مع بداية الثورة السورية ظهرت أهمية الطرق الدولية العابرة من سورية وهو ما جعل بعض هذه الطرق هدفاً للصراع العسكري بين النظام وقوات المعارضة للسيطرة على هذه الطرق وكان الطريقان M4 – M5 حاضران في اتفاقية سوتشي، التي وقّعها الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في شهر أيلول/سبتمبر 2018 الذي نصَّ على استعادة حركة الترانزيت عبر الطريقين M4 – M5 في موعدٍ أقصاه نهاية عام 2018، ما يعني تحييد الطريقين عن العمليات العسكرية، لكن لم يتم تطبيق القرار حتى الآن إلا في طريق M5[1] الذي سيطر عليه النظام في شهر شباط /فبراير 2020 [2] بينما لايزال طريق M4  في جنوب إدلب تحت سيطرة المعارضة السورية .

في هذا التقرير سنتعرف على أهم الطرق الدولية العابرة في سورية وأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية وتأثيرها في معادلة الصراع ومسارات الحل السياسي في المستقبل.

أولاً: طريق الحرير (الطريق الدولي M42):

وقعت حكومة النظام السوري في 12كاون الثاني/يناير 2022 مع الصين مذكرة تفاهم اقتصادية، ضمن مبادرة لضم سورية إلى مشروع “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين”[3]

ويُعتبر طريق الحرير (M42) جزءًا من مشروع “الحزام والطريق” الصيني، وهو يربط ميناء اللاذقية بالحدود العراقية، ويُعد الطريق مهمًا من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية لكل من سورية، وإيران، والعراق والصين.

الأهمية الاستراتيجية

يربط طريق الحرير بين إيران سورية مروراً بالعراق، وهما دولتان مهمتان من الناحية الاستراتيجية مرتبطتان بالنفوذ الإيراني ولهما أهمية استراتيجية فسورية تقع على مفترق طرق بين الشرق الأوسط وأوروبا، والعراق يتمتع بموقع استراتيجي على الخليج العربي وبالتالي كل الأهمية الاستراتيجية لهاتين الدولتين ستصب في زيادة أوراق القوة بالنسبة لإيران.

ويمكن أن يساعد طريق الحرير في تعزيز التعاون الأمني بين سورية والعراق وإيران، حيث يمكن استخدامه لنقل القوات والمعدات العسكرية بسرعة وسهولة، كما يمكن استخدامه أيضًا لنقل البضائع والمنتجات، مما يعني أن الطريق سيلعب دوراً في تشبيك المحور الإيراني ويعزز النفوذ الإيراني العسكري ويعزز النفوذ الصيني الاقتصادي وهو ما يعني عقدة تحالف صيني إيراني إذا تحولت إيران لبوابة التمدد الصيني نحو المتوسط.

الأهمية الاقتصادية

يمكن أن يساعد طريق الحرير في تعزيز التجارة بين سورية، وإيران، والصين، والعراق، فسورية تتمتع بثروة من الموارد الطبيعية التي تحتاجها الصين وموانئ يمكن تطويرها على المتوسط، والصين هي أكبر دولة تجارية في العالم وتحتاج الوصول إلى أوروبا.

ويمكن أن يساعد طريق الحرير في نقل البضائع والمنتجات بين هذه البلدان بتكلفة أقل ووقت أقل، كما يمكن أن يخلق فرصًا جديدة للشركات والأفراد في جميع أنحاء المنطقة.

وللدول المنتفعة من طريق الحرير بشكل خاص وهي سورية وإيران والعراق ولبنان والصين كما يمكن أن تستفيد الدول الأخرى في المنطقة أيضًا من طريق الحرير، مثل تركيا ولبنان والأردن التي ترتبط بشبكات الطريق المفرعة عن محوره الأساسي.

بالمقابل تشعر بعض الدول بالتهديد من طريق الحرير، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة النفوذ الصيني في المنطقة، ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج التي تخشى من زيادة التعاون بين الصين وإيران وهو ما يعني أن الطريق سيكون محل صراع دولي وإقليمي بين الدول ذات المصلحة والدول التي لا ترغب بمده وتحول دعم مشاريع بديلة عنه مثل طريق الهندو- إبراهيمي [4] .

يُعد طريق الحرير (M42) مشروعًا ذا أهمية كبيرة يمكن أن يعزز دور النظام السوري ويعوض الخسائر الاقتصادية للمحور الإيراني عبر الشراكة مع الصين والتعاون والتنمية في المنطقة، لكن لا يزال أمام المشروع الكثير من التحديات مثل العقوبات المفروضة على النظام السوري وعدم الاستقرار الأمني في سورية.

ثالثاً: الطريق الدولي M5:

يُعتبر الطريق الدولي M5 واحدًا من أهم الطرق الرئيسية في سورية، يبلغ طوله 450 كيلومتراً، ويمتد من معبر نصيب على الحدود مع الأردن إلى معبر باب السلامة على الحدود مع تركيا، عبر المدن الكبيرة مثل درعا دمشق وحمص وحماة ومنها إلى حلب باتجاه دوار “الموت” وبعدها نحو الحدود التركية ويُعرف هناك باسم طريق حلب – غازي عنتاب الدولي.

في حمص يلتقي طريق M5 مع طريق 1M شمالي وجنوبي مدينة حمص ليشكل قوساً ومتحلقاً غربياً حول المدينة، ويتجه غرباً مع الحدود اللبنانية الشمالية ويمر من بلدة تلكلخ وصولاً إلى الساحل ليتجه شمالاً نحو مدينة طرطوس ثم بانياس وجبلة حتى اللاذقية حيث يلتقي بالطريق M4. ويبلغ طوله 174 كم.

  يلتقي الطريقM5  مع طريق M2 أوتوستراد دمشق – بيروت، في كفرسوسة جنوبي العاصمة دمشق ويتجه غرباً نحو الصبورة ومن ثم الديماس وجديدة يابوس وصولاً إلى معبر المصنع مع لبنان، ويبلغ طوله 38 كم.

الأهمية الاستراتيجية

تكمن الأهمية الاستراتيجية لطريق M5   لكونه يربط أكبر أربع مدن في سورية، وهي دمشق، وحمص وحماة وحلب، كما أنه يمر عبر محافظة إدلب شمالاً ومحافظة درعا جنوباً، وتعد هذه المنطقة الداخلية أهم منطقة استراتيجية في سورية من حيث الكثافة الديمغرافية.

كما كان الطريق السريع مهمًا للنظام السوري، حيث سمح له بنقل القوات والمعدات بسرعة إلى أي مكان في البلاد، كما أنه سمح له بفرض سيطرته على المحور الأهم في البلاد من خلال السيطرة على هذا الطريق.

دولياً يعتبر الطريق ممر التجارة البرية بين أوروبا والخليج العربي مروراً بتركيا والأردن لكن الطريق لايزال مغلقاً من ناحية المعابر التركيا بسبب سيطرة المعارضة السورية على معبري باب الهوى وباب السلامة ورفض تركيا لسيطرة النظام على هذه المعابر رغم اتفاق سوتشي 2018 الذي ينص على فتح هذه المعابر أمام الحركة التجارية بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام.

أما بالنسبة لمعبر نصيب بين النظام السوري والأردن فقد تم إعادة فتحه في شهر تشرين الأول /أكتوبر 2018 [5]  بعد سيطرة جيش النظام والميليشيات الإيرانية على مدينة درعا ورغم ذلك لم تتحرك التجارة الدولية والترانزيت على الطريق لأن شرط النقل الدولي هو أن يفتح الطريق من الجهتين من الأردن ومن تركيا وهو أحد الملفات العالقة بين تركيا والنظام السوري في مفاوضات تطبيع العلاقات والخلاف حول شكل سيطرة النظام السوري على المعابر الدولية بين سورية وتركيا وبقي المعبر مقتصراً على حركة تجارية ضئيلة بين النظام والأردن لم تتجاوز 150 مليون دولار نهاية عام 2022 [6].

الأهمية الاقتصادية

كان طريق M5 شريانًا اقتصاديًا مهمًا لسورية لنقل البضائع والمنتجات بين مختلف أجزاء البلاد في التجارة الداخلية ومهماً للتجارة الخارجية، حيث يربط سورية بالدول المجاورة، حيث يربط سورية بتركيا عبر معبرين حدوديين هما معبر باب الهوى شمال إدلب ومعبر باب السلامة وجنوباً يربط سورية بالأردن عبر معبر نصيب في درعا.

قبل الحرب، كان طريق M5 ينقل ما قيمته 25 مليون دولار أمريكي من البضائع يوميًا، وقد ساعد في ازدهار الاقتصاد السوري، وتوفير فرص العمل للكثير من الناس.

وفي عام 2020، استعاد النظام السيطرة على طريق M5. وقد ساعده ذلك في تحسين وضعه الاقتصادي والسياسي حيث سمح بتنشيط التجارة بين مختلف المدن السورية الداخلية مع الساحل السوري لكن حتى الآن لم يتم فتح الطريق للنقل الدولي من جهة تركيا التي يسيطر الجيش الوطني على معبر باب السلامة وتحرير الشام على معبر باب الهوى.

 

ثالثاً: الطريق الدولي M4:

يمتد الطريق الدولي M4 من الحدود مع العراق إلى اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط حيث يبدأ الطريق M4 في معبر اليعربية على الحدود مع العراق في محافظة الحسكة ثم يتجه الطريق غربًا إلى جنوب مدينة القامشلي، ثم يشكل الطريق الخط الفاصل بين قوات سورية الديمقراطية وروسيا من جهة والجيشين التركي والوطني السوري من جهة أخرى، وفقًا لاتفاق تشرين الأول 2019، يستمر الطريق غرباً باتجاه شمالي الرقة، ويمر عبر مدينة عين عيسى، يمتد الطريق بشكل مواز للحدود التركية، ويمر عبر صرين وعين العرب، يعبر الطريق نهر الفرات من جسر قره قوزاق ويتجه صوب منبج ثم يستمر الطريق في منطقة سيطرة النظام وقوات سورية الديمقراطية، يتجه الطريق جنوباً عبر دير قاق ويدخل مدينة حلب من الشمال الشرقي. يمر الطريق في جنوب حلب، يمر بالمناطق الصناعية في الشيخ نجار، يخرج الطريق M4 مشتركًا مع الطريق M5 عند مدينة سراقب شرقي إدلب، ثم ينفصل عن الطريق M5 ويتجه غرباً، يمر الطريق M4 بمدينة أريحا في جبل الزاوية، ثم يتجه نحو بلدة محمبل في سهل الغاب، يمر الطريق بمناطق سيطرة النظام في جنوب مدينة جسر الشغور ويتجه جنوباً حتى مدينة اللاذقية على الساحل السوري. [7]

يربط الطريق الدولي M4 منطقة البحر الأبيض المتوسط بشمال شرق سورية، ويعبر مدنًا مهمة مثل اللاذقية وحلب.

الأهمية الاستراتيجية

يعتبر طريق M4 حلقة وصل استراتيجية بين أهم المناطق في سورية، وهي المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، والمنطقة الغربية والشمالية الغربية ومن خلال السيطرة على هذا الطريق، يمكن لإحدى الأطراف الفاعلة في الصراع السوري أن تتحكم بمفاتيح التحركات العسكرية في هذه المناطق، ونقاط الدعم والإمداد العسكري للأطراف الأخرى هذا الأمر له أهمية عسكرية وسياسية كبيرة.

فعسكرياً يمكن لإحدى الأطراف الفاعلة في الصراع السوري أن تستخدم السيطرة على طريق M4 للتحرك بسرعة وسهولة بين المناطق المختلفة، وشن هجمات مفاجئة على الأطراف الأخرى.

وسياسيةً، يمكن لإحدى الأطراف الفاعلة في الصراع السوري أن تستخدم السيطرة على طريق M4 كورقة ضغط في المفاوضات السياسية المستقبلية.

الأهمية الاقتصادية

يعتبر طريق M4 شريانًا حيويًا للتجارة والاقتصاد في سورية، فهو يربط بين أهم المناطق الصناعية والتجارية في الداخل السوري مثل حلب وحماة وحمص والساحل وبين المناطق التي تحوي على المواد الأولية من المنتجات الزراعية والحيوانية في مناطق شمال شرق وشرق سورية، ولهذا يعتبر طريق M4 خط الإمداد الرئيسي للبضائع والمنتجات بين هذه المناطق، وهو يصل بين بوابة سورية البحرية على البحر المتوسط والداخل السوري.

وبشكل عام يمكن القول إن أهمية طريق M4 تجعله موضوعًا للصراع بين مختلف الأطراف الفاعلة في الصراع السوري، كل طرف يسعى للسيطرة على الطريق لتحقيق أهدافه الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.

النتائج والتوصيات

تتمتع الطرق الدولية في سورية بتأثير استراتيجي واقتصادي وسياسي في معادلة الصراع المحلية والإقليمية على سورية ولذلك يُعد طريق الحرير (M42) مشروعًا ذا أهمية كبيرة في حال تم الشروع في تنفيذه قبل إنجاز الحل السياسي في سورية ومن بوابة النفوذ الإيراني حيث يمكن للطريق أن يعزز دور النظام السوري ويعوض الخسائر الاقتصادية للمحور الإيراني في الحرب السورية عبر الشراكة مع الصين القدرة على تمويل هذا المشروع الذي مثل لها أهمية استراتيجية في مستقبل دورها الدولي، لكن مع ذلك فإنه من غير المتوقع أن تشرع الصين بتمويل مثل هذا المشروع الضخم في جغرافية غير مستقرة ومعرضة للتوتر والانفجار في أي لحظة كما أن الصين غير مستعدة للتدخل عسكرياً لصناعة استقرار بالقوة في سورية لأجل حماية مشروعها في ظل وجود العديد من الفاعلين الدوليين على الأرض السورية   وهو ما يعني أن إيران مهما وقعت من اتفاقيات اقتصادية مع النظام السوري لتعزيز دورها في السيطرة على هذا الشريان الحيوي فإنها بحاجة لتفاهمات دولية وإقليمية لبسط الأمن والاستقرار كشرط لا بد منها للاستثمار وهو ما سيعيد استحقاق الحل السياسي على الطاولة مجدداً .

كما يمكن أن يكون لطريق M5 أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة في ربط البلاد وتعزيز سيطرة النظام على الجزء الأكبر من الطريق تعد ورقة قوية في يد النظام للإمساك بالبلاد رغم كل المخاطر الأمنية التي لا تزال تهدد الطريق من خلال وصول تنظيم داعش من البادية إلى الداخل السوري.

كما أن الطريق سيفتح المجال أمام تنسيق تركي أردني تجاه خطوات التطبيع مع النظام السوري حيث لا يمكن لهذا الطريق أن يستعيد أهميته الدولية في ربط الخليج بأوروبا من دون فتح الطريق تجاه تركيا شمالاً وتجاه الأردن جنوباً للاستفادة من الترانزيت الدولي تجاه الخليج وهو ما سيعيد ملفات أخرى على الطاولة مثل دور المعارضة السورية في الشمال وملف اللاجئين والمخدرات ومدى قدرة النظام السوري على الاستجابة للمصالح الحيوية لتركيا والأردن مقابل إعادة تشغيل الطريق.

ومن المتوقع أن يستمر طريق M4 في لعب دور مهم في سورية في المستقبل، فهذا الطريق يربط بين أهم المناطق في البلاد، ويشكل شريانًا حيويًا للتجارة والاقتصاد بين مناطق الساحل والداخل السوري وبين مناطق الإنتاج الزراعي ومناطق الإنتاج الصناعي وهو ما يعني ربط سورية بشبكة تكامل اقتصادي لا يمكن لأي جزء منها أن يستغني عن غيرها.

لكن مع توزع السيطرة على الطريق بين ثلاث قوى محلية هي المعارضة والنظام وقسد ستبقى إمكانية الاستفادة من الطريق محدود للغاية أو ربما يفتح الطريق المجال للتعاون المؤقت بين هذه القوى تحت ضغط الحاجة الاقتصادية بين مناطق النفوذ الثلاثة من أجل التكامل الاقتصادي بدون تفاهمات سياسية.


قائمة المراجع:

[1] –  راجع موقع BBC عربي: الرابط

[2] – راجع موقع الحرة : الرابط

[3] – راجع موقع سانا : الرابط

[4] – راجع موقع CNN  عربي : الرابط

[5] – راجع موقع رويترز  : الرابط

[6] – راجع موقع تلفزيون المملكة: الرابط

[7] – راجع موقع تلفزيون سورية: الرابط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى