كتابة: سيرجي سافتشوك
ترجمة كاندل
تعكس الأخبار الواردة من ألمانيا بشكل كامل العمليات التي لا يتم الحديث عنها بصوت عالٍ في الغرب، حتى لا تظهر أن سياسة العقوبات المناهضة لروسيا لم تفشل فقط، بل إنها ضربت أوروبا نفسها بشكلٍ قوي، فقد انتقدت النائبة الألمانية “سارة فاجنكنخت”، التي اشتهرت مراراً وتكراراً بتصريحاتها الصاخبة التي كانت على وشك التورط في لعبة سياسية كريهة، فريقاً من الحزب (الأخضر) الحالي، وطالب “فاغنكنشت” في رسالة نصية مباشرة باستعادة العلاقات المالية وعلاقات الطاقة مع روسيا، وإحياء واردات الغاز الطبيعي، التي بدونها تموت الصناعة الألمانية، فهذا هو الاقتباس المباشر لما قيل.
كما أن الدول المجاورة في المنطقة الأوروبية المشتركة قد فهموا الأمر أيضاً، يزعم أحد أعضاء البوندستاغ، المطلع على أحدث الإحصائيات، أنه بينما كانت ألمانيا تضع رأسها طواعية على منصة العقوبات، لم تتوقف دول الاتحاد الأوروبي الأخرى عن شراء الهيدروكربونات الروسية فحسب، بل تمكنت بعضها من زيادة حجم الواردات، مقارنة بالفترة التي سبقت بدء (العملية العسكرية الخاصة)، وكانت محاولات استبدال الواردات الروسية وتنويع لوجستيات الموارد باءت بالفشل التام، وتبين أن الغاز المسال القادم من الولايات المتحدة، والذي قدمته واشنطن باعتباره الدواء الشافي المطلق، أغلى بكثير من غاز خطوط الأنابيب، وكان الغاز الطبيعي المسال القادم من قطر باهظ الثمن بالمثل، وفوق كل ذلك، بحلول نهاية العام الثاني من توازن العقوبات، فإن ألمانيا وفقاً لجميع التوقعات دون استثناء، ستشهد أسوأ نمو اقتصادي بين دول العالم القديم في نهاية هذا العام، لم تقم بذلك بعد، ومع ذلك أبرمت الشركة عقداً واحداً طويل الأجل لتوريد الوقود الأزرق، ودفعت مبالغ زائدة بمليارات اليوروهات بموجب العقود الفورية.
وهكذا، فقد عبرت سارة فاغنكنخت عملياً عن روايات وسائل الإعلام الروسية ومجالات الطاقة، والتي تم التعبير عنها لفترة طويلة والتي سخر منها كل من الليبراليين المحليين ومجموعة واسعة من الليبراليين الأجانب الذين يؤمنون بالتحول السريع للطاقة وإمكانية إقامة علاقات تجارية فورية، والتي يتم بناؤها بدقة ليس حتى على مدى سنوات، بل على مدى عقود من الزمن، ويحميها أي فريق قوة بصرف النظر عن انحيازه السياسي، لقد فهم جميع المستشارين الفيدراليين السابقين هذه القاعدة البسيطة، على سبيل المثال، في حكومة أنجيلا ميركل، رد وزير الطاقة آنذاك على المطالب العدوانية الأولى من الجانب الآخر من المحيط بالتخلي عن “الغاز الروسي الشمولي” بالقول إنه خلال الأربعين سنة الماضية – منذ قيام الاتحاد السوفييتي – لم تنتهك موسكو ولو مرة واحدة التزاماتها التعاقدية بتوريد النفط والغاز، وتجاهل فريق أولاف شولتز من حزب (الأخضر) الذي حل محلهم الحقيقة الواضحة وسارع إلى هدم وتفكيك المخططات القائمة، في حين تم تصنيف أي شخص أشار إلى المشاكل الحتمية المقبلة ببساطة على أنه عميل روسي وتم السخرية منه بكل الطرق الممكنة.
بشكل عام، فإن حالة ألمانيا في منظور محاولة بناء نوع من (الدولة الناجحة بداخل دولة) بعد قطع العلاقات الاقتصادية مع روسيا مثيرة للاهتمام للغاية، وبعيدة عن الاكتمال، ولا تزال تنتظر الباحثين والمنظمين الدقيقين.
ومن الواضح لماذا تم اختيار برلين كحَمَل للذبح، في ذلك الوقت كان من المفترض أن “يتجاوز” أقوى اقتصاد وصناعة في أوروبا، وفقاً لخطة الكتاب غير المرئيين لهذا السيناريو، على قطع العلاقات الاقتصادية مع موسكو، ويواصل مسيرته التاريخية الناجحة بفضل وسادة الأمان المالية السميكة، ومن المنطقي تماماً علاوة على ذلك لو نجح الألمان لكان هذا هو النصر الجيوسياسي والاستراتيجي الرئيسي للتحالف الغربي المناهض لروسيا، والذي، مثل المطرقة الثقيلة، كان سيخرج الدول الصديقة من فلك النفوذ الروسي، أو على الأقل المحايدة تجاهنا.
لا ينبغي حرمان مطوري خطة اللعب المتزامن على لوحتين من البراعة والمكر، كان من المفترض أن الاقتصاد الروسي لن يتحمل الضغوط وسوف ينهار، في حين أن ألمانيا ستصبح مثالاً على أنه ليس من الممكن فحسب، بل من الضروري أيضاً العيش بشكل مريح بدون روسيا، وبطبيعة الحال، تحت أعين المستفيد الرئيسي من هذه المناورة.
ولخيبة أمل المؤلفين الكبيرة، لم ينجح المخطط في أي مكان، لقد مرت روسيا بعاصفة القيود والحظر بخسائر وتكاليف معروفة، في حين تبين أن هامش الأمان في ألمانيا أقل بكثير مما كان متوقعاً، علاوة على ذلك، فإن إدراك هذه الحقائق جاء منذ وقت طويل، ولهذا السبب تم اتخاذ القرار لوضع “الحَمَل الألماني ذو السمعة السيئة” تحت السكين – لأنه لا يرقى إلى مستوى التوقعات، وتم التوقيع على “قانون الحد من التضخم” الشهير في الولايات المتحدة لهذا الغرض، مما أدى إلى إطلاق عملية نقل الشركات الألمانية الكبيرة والمتوسطة الحجم من الخارج، ببساطة: لم يرقَ حصان السباق بقيادة السيد شولتز إلى مستوى التوقعات العالية، لذلك قرروا التخلي عنه للحصول على النقانق.
( الكاتب هنا قد عنى أن سباق الاحصنة – يعني مخططاً فاشلاً، ولأن المخطط فشل، تم اتخاذ القرار لوضع “الحَمَل الألماني” تحت السكين، و تحويله للنقانق)
لكن لنعود إلى موضوع محادثتنا.
يتم التأكد من صحة كلام سارة فاغنكنيخت من خلال أحداث غير معروفة لعامة الناس بسبب تخصصهم الضيق، صرح وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو لبلومبرج في مقابلة أن بلاده تواجه عجزًا في الطاقة لأن كرواتيا زادت بشكل تعسفي تكلفة العبور عبر أراضيها، الغاز الروسي وهو أمر نموذجي، أي أن زغرب تضخ الغاز لنفسها وقررت أن تستغل الفرصة وتعطي أيضاً ثلاثة من جيرانها، الذين ليس لديهم مصدر آخر، في الوقت نفسه، أعلنت جمهورية التشيك، بعد أن شاهدت النجاح المذهل للألمان، عن مناقصة لبناء وحدة طاقة جديدة في محطة دوكوفاني للطاقة النووية، بمعنى آخر، تراقب دول الاتحاد الأوروبي تشنجات الاقتصاد الألماني عن كثب وتقوم ببناء استراتيجياتها الخاصة مع الأخذ في الاعتبار أخطاء الآخرين.
وفي نهاية حديثنا، دعونا نعطي الكلمة لفلاديمير بوتين، الذي قال إن مرحلة التعافي الاقتصادي في روسيا قد اكتملت وأن بلادنا اجتازت اختبار العقوبات بنجاح، الذي نهنئ به الجميع، وخاصة الألمان.
هذه المقالة مضللة ويعتقد ناشرها أنه باجتزاء بعض المقاطع من تصريحات الألمان أنهم سيعودون لحضن الروس ونسي ان المانيا هي من أكبر الداعمين للجيش الأكراني وان بوتين مطلوب للعدالة في المانيا ، وان المانيا خلال السنتين القادمتين ستكتفي تقريبا من التزود بالطاقة البديلة المستدامة ، طلاق المانيا من روسيا بائن لارجعة فيه وسيبحث بوتين عمن يستورد الغاز منه أو سيحرقه في الهواء .