مشروع خط السكة الحديدي من إيران إلى سورية الفرص والتحديات – الأهداف والانعكاسات
الباحث: محمد غزال
ملخص تنفيذي
سعت إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1978 – التي لعبت دورا هاما في تغيير التوازنات السياسة والعسكرية في المنطقة – إلى بسط سيطرتها ونفوذها على دول منطقة الشرق الأوسط، مستخدمة وسائل عدة، من خلال هذا التقرير التحليلي، تم تأصيل وتفصيل واستشراف إحدى الوسائل الاستراتيجية للسيطرة الإيرانية على الشرق الأوسط في حال اكتملت، وهو مشروع بري سككي ممتد من ميناء الخميني في إيران إلى ميناء اللاذقية في سوريا مروراً بالعراق عبر خط سكة حديد يربط الدول الثلاث ببعضها ويصل مدن وقرى بطريقه، وقد تم إنجاز مراحل من هذا المشروع، ويجري العمل على المراحل الأخرى ضمن خطة استراتيجية تتجاوز أبعاده المنافع والمصالح الاقتصادية إلى رغبة في السيطرة الاقتصادية على الموارد المتاحة واستثمار المرافق التجارية في سوريا والعراق، ومد البعد الشيعي في المنطقة وتسهيل توسعه، إضافة لدعم الميليشيات المرتبطة بها بسلاسل التوريد المطلوبة، وبذلك تجد إيران لنفسها مكاننا ضمن الرؤية الصينية للمنطقة وتخلق مساحة سياسية تناور من خلالها وتعزز انتشارها العسكري والأمني في سوريا والعراق، وتسلب قرارهما السياسي.
الفصل الأول: المقدمة
- التمهيد
يتجلى تعبير “الجغرافية السياسية” بشكل واضح من خلال الطرق البرية بين الدول، وتعد مشاريع السكة الحديدية إحدى تلك الخطوط البرية التي تربط الدول ببعضها متجاوزة الحدود السياسية للدولة، وعليه سعت حكومات إيران المتوالية منذ زمن إلى ربط خطوط النقل والإمداد من الخليج العربي إلى البحر المتوسط مروراً بالعراق وسوريا، فقد وقعت حكومات إيران والعراق مذكرات تفاهم لمد الخط الحديدي الشلامجة-البصرة، ومنها سيستكمل ربط خط البصرة بكربلاء وصولاً إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط عبر الأراضي السورية، إضافة لربطه بميناء الخميني من الجانب الإيراني والذي يعتبر رئة تنفس اصطناعي للنظام الإيراني في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليه.
- تاريخ المشروع
يعتبر مشروع الشلامجة – البصرة جزءاً من مشروع كبير يربط إيران بسوريا، حيث انتهى من خط خرمشهر – الشلامجة عام 2011 وبنفس العام وقعت إيران والعراق مذكرة تفاهم لبناء خط سكة حديد الشلامجة-البصرة والتي لم تنفذ، في عام 2014 وقعت مذكرة تفاهم أخرى بين طهران وبغداد لتفعيل مد الخط الحديدي، وبموجبها تعهدت إيران بتصميم وبناء جسرا فوق نهر أروند، بالمقابل تعهد الجانب العراقي ببناء خط سكة حديد بطول 32 كيلومتراً من حدود الشلامجة إلى محطة سكة حديد البصرة على الأراضي العراقية، ولكن نظرا لنقص التمويل من الجانب العراقي توقف العمل بالمشروع لمدة 10 سنوات، ومع عام 2021 أعيد فتح ملف المشروع مجددا بين إيران والعراق والتأكيد على ضرورته[1].
في نيسان/أبريل 2023 زار وزير النقل العراقي رزاق السعداوي طهران، والتقى نظيره مهرداد بازرباش، وكانت خطط السكك الحديدية محور محادثاتهما، حيث يعتبر هذا اللقاء نقطة البداية الفعلية في إنجاز هذا المشروع، وفي مايو 2023 جرى مؤتمر طريق التنمية بمشاركة النظام سوري في العاصمة العراقية بغداد، حيث تم مناقشة تفعيل الاتفاقيات وتطوير الأعمال المتفق عليها، ضمن عمل اللجنة السورية الإيرانية المشتركة، بما فيها الربط السككي الثلاثي لنقل الركاب والبضائع بين سورية والعراق وإيران عبر سكة حديد الشلامجة- البصرة، وصولاً إلى الموانئ البحرية السورية وبالعكس[2].
في شهر سبتمبر 2023 تم وضع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حجر الأساس لمشروع الربط السككي (البصرة – الشلامجة) في النقطة الحدودية بين إيران والعراق إشعاراً ببدء العمل في المشروع[3] ولمدة 18 شهرا.
- أهمية المشروع وخطورته
بالرغم من طول المشروع 32 كم وبتكلفة تقديرية 120 مليون دولار، تتحملها إيران والعراق مناصفة، تتأتى أهمية المشروع من خلال العقوبات الدولية على إيران، الأمر الذي يجعل إيران تبحث عن منافذ وأسواق لبيع منتجاتها وأسواق لتوريد عمليات الإنتاج والتجارة الداخلية بشكل يحميها من العقوبات وبطريقة التفافية غير مباشرة، ولعلها وجدت ضالتها من خلال مشروع الشلامجة البصرة وصولاً إلى اللاذقية؛ ولذلك لاقى هذا المشروع الزخم الكبير من خلال التركيز الإعلامي الإيراني عليه، وعلى مآلاته ونتائجه، ومزايا السيطرة والنفوذ التي يمنحها للبعد الفارسي في المنطقة وهذا ينسجم مع ما قاله علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، ووزير الاستخبارات السابق إن “إيران اليوم أصبحت امبراطورية، كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”. ولا يخفى، هنا، أن ثمة إشارة إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق، وجعلت المدائن عاصمة لها.[4]
في مايو 2021 وعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بربط إيران بالعراق وسوريا والبحر المتوسط عبر خط سكة حديد الشلامجة -البصرة، وأضاف: “بموجب الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية بشأن ربط الشلامجة بالبصرة، سنتمكن من رؤية تغيير جذري في هذه المنطقة”. كما أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته إلى دمشق، افتتاح قنصلية في حلب، بموافقة النظام السوري لتحسين العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكشفت مصادر أن إنشاء خط سكة حديد من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط يأتي ضمن مذكرة التفاهم الموقعة مؤخراً بين إيران والصين[5]
وفي حفل سبتمبر 2023 الذي أقيم عند الحدود العراقية الإيرانية والمتعلق بالمشروع الشلامجة-البصرة قال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبري في كلمته خلال الحفل المذكور: ” اليوم نجتمع في هذا المكان لنشهد بدء أحد أهم المشاريع المشتركة بين إيران والعراق، والتي ستؤثر على المنطقة بأكملها”، وأكد بأن هذا الخط يعد حدثًا استراتيجيًا في منطقة غرب آسيا.[6]
- أهداف التقرير
من خلال المراجعات التاريخية ومتغيرات الفترة الحالية المتعلقة بالبعد الاقتصادي والسياسي والأجندة الخاصة بالسياسة الخارجية الإيرانية تجاه الشرق الأوسط، يمكن صياغة أهداف التقرير من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة وفق الآتي:
- أسئلة التقرير
- هل نجاح مشروع مد خط السكة الحديدي من إيران إلى المتوسط يعزز فرص التدخلات الإيرانية في القرار الاقتصادي في سوريا؟
- هل نجاح مشروع مد خط السكة الحديدي من إيران إلى المتوسط يعزز فرص التدخلات الإيرانية في القرار السياسي في سوريا؟
- هل نجاح مشروع مد خط السكة الحديدي من إيران إلى المتوسط يعزز عمليات الالتفاف على العقوبات الأمريكية تجاه إيران؟
- حدود التقرير
الإطار المكاني: الشرق الأوسط
الإطار الزماني: الفترة الزمنية من 2011 لغاية 2024
الفصل الثاني: الإطار النظري للتقرير
- توصيف المشروع ورؤية الدول المشاركة في المشروع
- جغرافية المشروع
جغرافيا يمكن تقسيم المشروع إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الإيراني: حيث ينطلق من ميناء الخميني على الخليج العربي وصولا لمدينة خرمشهد، ومنها إلى قرية الشلامجة الإيرانية الحدودية لمسافة 17كم وهو الجزء المنفذ من المشروع حتى عام 2011 ثم لينطلق خط السكة الحديدية باتجاه الحدود العراقية بمسافة 16 كم وصولا لنهر أروند(شط العرب) الحدودي بين البلدين على أن تقوم إيران ببناء جسر فوق مجرى النهر ليكون الأساس لخط السكة الحديدي، وتولت إيران مسؤولية إزالة الألغام بطول 16 كيلومتراً في إطار تنفيذ هذا المشروع، وأنجزت هذه المهمة؛ كما أن إزالة الألغام من مسافة 16 إلى 18 كيلومتراً هي مسؤولية العراق.[7]
- القسم العراقي: نقطة البداية للمشروع من الحدود الإيرانية العراقية في الجنوب الشرقي من العراق ولمسافة 16 كم في العراق ومن ثم مرورا بعدد من المدن العراقية منها النجف وكربلاء وبغداد والقائم الحدودية مع سوريا، وبطول تقريبي يتجاوز1000 كم
- القسم السوري: الذي يمتد من مدينة البوكمال السورية باتجاه مدينة اللاذقية الساحلية وخط من مدينة البوكمال باتجاه مدينة دمشق السورية مرورا بمدينة حمص[8] بطول تقريبا يتجاوز 600 كم، وهناك مسار آخر عبر التنف الحدودية، وتفضّل إيران مسار البوكمال، لأن الهدف الأساسي هو الوصول إلى البحر المتوسط، وتفادي مسير التنف الذي تواجد فيه القواعد الأميركية.[9]
- رؤية الدول المشاركة في المشروع
يرى الجانب الإيراني أن سعة الشحن لهذه السكة الحديدية تتراوح بين 8 و10 ملايين طن، وتبلغ سعة الركاب فيها 12 مليون شخص ومن ثم تستفيد الدول الثلاث اقتصاديا؛ مما يوفر خطًا مباشرًا للزوار من وإلى مراقد الشيعة الموجودة في العراق وصولا للمراقد الشيعية في سوريا الأمر الذي سيعزز السياحة الدينية الشيعية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة للسلع المصدرة من إيران إلى العراق وسوريا وبالعكس، ويتعين عليه أيضاً أن يعمل على تسهيل التجارة في آسيا الوسطى ثم إلى الصين من خلال إعادة ربط إيران بطريق الحرير[10].
عراقيا، شعر التجار العراقيون بالقلق من أنَّ حكومتهم ستتوقف عن تطوير ميناء البلاد الخاص في الفاو، وتستخدم ميناءً إيرانياً عوضا عن ذلك الذي سيكون متصلا مع خط الشلامجة البصرة، وأن عملية الربط السككي مع إيران تُعد بمثابة الإعدام لميناء الفاو الكبير، كون الربط السككي مع إيران لا فائدة اقتصادية منه، فضلا عن تضرر الاقتصاد العراقي والتسبب في بطالة عدد كبير من العاملين سيجعل العراق منطقة ترانزيت للبضائع الإيرانية والصينية.[11]
تتماهى رواية النظام السوري مع ما تطالب به طهران بخصوص هذا المشروع والبدء بتنفيذه على أرض الواقع.
- فرص تحقق المشروع
- يتيح المشروع، والذي يعتبر الخط الحديدي الوحيد بين إيران والعراق فرصًا مهمة لتطوير التجارة ليس فقط بين إيران والعراق وسوريا فحسب، بل يمكن اعتباره امتدادا للرؤية الصينية في منطقة الشرق الأوسط ومبادرة الحزام والطريق الصينية التي تسعى إيران أن تكون على الخارطة التجارية وممر عبور بين الشرق والغرب الآسيوي.
- يعتبر مشروع الشلامجة – البصرة وسيلة فعالة للالتفاف على العقوبات الأمريكية من خلال نقل البضائع من سوريا والعراق وصولا للداخل الإيراني وبالعكس إلى الموانئ السورية خاصة بعد حصول طهران على موافقة كل من العراق وسوريا لإنشاء مناطق حرة والاتفاق على إنشاء مصرف إيراني – سوري مشترك لتسهيل التعاملات المصرفية، حيث أعلن المصرف المركزي الإيراني إصداره التراخيص اللازمة لإنشاء المصرف، بهدف تذليل العقبات التي تعترض التحويلات المالية بين البلدين[12]؛ بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليهما. الأمر الذي يعزز القرار السياسي الإيراني من خلال المزيد من الحرية الاقتصادية والتحرر النسبي من القيود التجارية المفروضة على الحركة النقدية والمالية والاقتصادية على الشخصيات والكيانات الإيرانية، فقد كشفت الجمارك الإيرانية أن “وزن الصادرات الإيرانية إلى سوريا خلال العام 2021 الإيراني بلغ نحو 133 طنا، بقيمة 218 مليون دولار وأن حجم الاستيراد من سوريا خلال هذه نفس الفترة بلغ من حيث الوزن نحو 295 ألف طن، بقيمة 30 مليون دولار[13]، مع طموحات بأن يرتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين. الأمر الذي يعزز ارتفاع الصادرات الإيرانية تجاه سوريا إلى حد بعيد مع اكتمال مشروع الشلامجة – البصرة – اللاذقية، وفي سياق متصل وخطوة تعزز السردية الإيرانية للمنطقة أعلنت السلطات الإيرانية في يوليو 2023 خلال زيارة وفد للنظام السوري إلى طهران، عن اتفاق بين طهران ونظام دمشق لتصفير التعرفة الجمركية لجميع أنواع السلع، لتعزيز العلاقات الاقتصاديةبينهما بعد انتقادات مستمرة من قبل نخب إيرانية، على مدى العقد الأخير، بسبب أن التجارة بين الطرفين لا تكاد تذكر، وأنها ليست بمستوى علاقات التحالف السياسية والأمنية. [14]
- تعتبر السياحة الدينية لكل من إيران والعراق جزءاً أساسياً من الدخل القومي لكلا البلدين، مع إنشاء مشروع الشلامجة – البصرة سيكون من السهل الانتقال من وإلى كلا البلدين لغرض السياحة الدينية، مع فرصة ارتفاع عدد السياح ومن ثم ارتفاع الإيرادات المرافقة للإيرادات الأساسية من تشغيل خط النقل من مستشفيات وفنادق وغيرها، إيرانيا تقدر أرباح المشروع بنحو 30 مليار دولار سنويا إذا ما اكتمل.[15] إضافة للحجم الكبير الذي سيكون من حصة دمشق من السياح الإيرانيين.
- مع إكمال المشروع بين إيران والعراق وسوريا، ستكون إيران المستفيد الأكبر جغرافيا بحكم الموقع الاستراتيجي واقتصاديا ليس من خلال إيرادات المشروع المباشرة فحسب، بل أيضا من خلال وجود بدائل اقتصادية تربطها بالمنطقة، وتستطيع من خلالها تسهيل التبديل الخارجي؛ مما يوفر الوقت والجهد والتكلفة نظراً للطاقة الاستيعابية الكبيرة؛ وتخفيف استهلاك الوقود للقطارات عموما مقارنة بالنقل البري (السيارات) من خلال خط نقل مباشر مع العراق وسوريا وصولا للمتوسط عوضاً عن الطرق غير المباشرة من جهة الصين وباكستان وروسيا.
- التحديات التي تواجه المشروع
مقابل الفرص المتاحة من خلال إكمال المشروع بين الدول الثلاث (إيران – العراق – سوريا) هناك تحديات ومعوقات تواجه هذا المشروع وفق الآتي:
- تعد العقوبات الدولية على النظام الإيراني والأفراد والكيانات الإيرانية عائقا أمام أي عملية تبادل تجاري مع الوسط المحيط بإيران، مما يشكل حاجزا أمام حركة البضائع القادمة لإيران من سوريا عبر المتوسط والمتوجه إلى إيران عبر خطوط النقل، ومنها خط اللاذقية – القائم وصولا للبصرة، ومنها إلى إيران.
- إضافة للعقوبات الدولية على إيران، تعد العقوبات المفروضة على النظام السوري عائقا أيضا أمام حركة النقل التجاري من سوريا لإيران وبالعكس.
- تعد عمليات التمويل للمشروع من المعوقات الأساسية للمشروع وخاصة من الجانب العراقي الذي لا يرى جدوى اقتصادية من قيام المشروع سوى نقل المسافرين من العراق لإيران وبالعكس مقارنة بالتكلفة المترتبة على إنشائه، وتسعى من خلال الربط السككي مع العراق لمواصلة خط السكك وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط، ليكون بمثابة نافذة إيران على أوروبا وهو ما لن يحقق أي مكاسب سياسية للعراق[16]، ولا شك أن الخزينة السورية اليوم غير قادرة على الإتمام مثل هذا المشروع بدون دعم من أصحاب المصلحة المستفيدة منه.
- تعتبر الأسباب الأمنية أحد أهم الأسباب التي أعاقت المشروع، وكانت سببا في تأجيله أكثر من مرة، خاصة مع الأحداث الأمنية والعسكرية التي مر بها العراق إضافة لعدم الاستقرار الأمني في مناطق النظام السوري.
- نظرا لموقع إيران كصلة وصل بين آسيا الوسطى والشرقية مع الطرف الآسيوي الغربي وبوابة برية إلى أوربا عبر تركيا تسعى الصين لفرض الهيمنة التجارية من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويصب هذا المشروع في مصلحة الصين الاستراتيجية وتوسيع نفوذها من خلال مباركة أي خط تجاري يربط إيران من سوريا كبوابة لإيران والصين تجاريا، الأمر الذي يزعج الدب الروسي الذي يسعى لتعزيز نفوذه في الشرق الأوسط، مما يخلق تضارب في المصالح بين الصين وروسيا.
- الأهداف والرؤية الإيرانية
- الأهداف الاستراتيجية
- تعد إيران صاحبة فكرة مشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسوريا والداعم الأكبر له من خلال زيارات عدة قام بها المسؤولون الإيرانيون للعراق وسوريا خلال السنوات الماضية مع تكرارها خلال العام الماضي، إيران تفكر بمستقبل 100 عام من الآن، ومن ثم تريد تهميش وابتلاع الدولتين، والنقل سيكون الوسيلة الأساسية لقمع أي قوة قادرة على التأثير في المستقبل[17]، فبعد الهيمنة العسكرية والأمنية الإيرانية على كل من العراق وسوريا، تسعى إيران بسط مزيدا من النفوذ من خلال السيطرة على الموارد الاقتصادية لتلك الدول وتوظيفها لخدمة اقتصادها المحلي وتوفير النقص بالسوق الإيراني عبر تلبية متطلباته من خلال أسواق رديفة له وربطه على نحو مباشر معه من أسواق للطاقة ومواد البناء والثروات الباطنية وغيرها، ولضمان ذلك تقوم إيران بإنشاء ممرات تجارية مع دول مجاورة مثل العراق وسوريا، من خلالها تورد احتياجاتها من عناصر الإنتاج، وتطرح منتجاتها في أسواق تلك الدول المسيطر عليها عسكرياً وأمنياً، الأمر الذي يضمن النفوذ الاقتصادي الإيراني في شرق المتوسط على المدى المتوسط والطويل، ومع النظرة الاقتصادية الصينية للمنطقة، ستكون إيران العصا الصينية في المنطقة، من خلال خط السكة الحديدي الشلامجة – البصرة – اللاذقية، وبذلك تكون إيران قد وجدت قناة برية آمنة وسلسة لنقل خيرات العراق وسوريا لإيران عبر الممر السككي وبالعكس، حيث إن سهولة حركة النقل بتكلفة منخفضة هو بحد ذاته حافز أمام المصدرين الإيرانيين على تصدير المنتجات الإيرانية وإغراق الأسواق العراقية والسورية بها على حساب المنتج المحلي، الأمر الذي يخلق تراجعا في النمو وعجزا تجاريا تثبط عمليات الصناعة والتجارة المحلية، وبالتالي سلب القرار الاقتصادي وربط الأمن الاقتصادي السوري والعراقي بالأمن الاقتصادي الإيراني، والالتفاف على العقوبات الدولية على إيران.
- من خلال ربط خطوط النقل في سوريا والعراق مع إيران، تسعى الأخيرة إلى تسهيل انتقال الموطنين الإيرانيين إلى سوريا وبالتالي تعزيز الوجود الشيعي في سوريا وتوسيعه في العراق، وهذا واضح من خلال ما ذكره وزير النقل الإيراني في يوليو 2023 عند لقائه وفد النظام السوري في طهران، أن عدد الزوار الإيرانيين إلى سوريا يبلغ 50 ألف سائح، لكن العدد ليس كافياً، ويمكن أن يزداد”، لافتاً إلى وجود اتفاقيات بين الطرفين أيضاً بشأن النقل وتقوية البنى التحتية في الموانئ للبلدين[18]. الأمر الذي يشكل تغييراً ديموغرافياً مع مرور الزمن، وخاصة مع افتتاح الشركات الإيرانية فروعا لها في سوريا، وسيكون ذلك بمثابة استقرار وتوطيد الثقافة التجارية والاجتماعية الإيرانية والمصطلحات والكلمات وحتى اللغة الفارسية لأجيال قادمة، إضافة للتمدد المذهبي الشيعي في المنطقة، حيث شهدت مدينة السيدة زينب في ريف دمشق تشييد عدد من الحوزات وتأسيسها لتبدو كما لو أنها تسير لتصبح مدينة “قم سورية”، إذ أُسس ما بين عام 1995-2000 ما يزيد على خمس حوزات علمية، وما بين عامي 2001-2006، أكثر من 12 حوزة، وثلاث كليات للتعليم الديني[19]
- من أخطر الأهداف لمد خطوط النقل وعلى رأسها خط سكة الحديد الشلامجة – البصرة – اللاذقية أنه وسيلة آمنة لنقل السلاح والجنود الإيرانيين إلى مناطق الصراع المنخرطة بها إيران سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة لتزويد الميليشيات التابعة لإيران سواء في العراق أو سوريا أو لبنان بالاحتياجات اللازمة بطريقة يبعد عنها مظاهر العسكرة عبر استخدام طريق نقل مدني، وبالتالي ضمان استمرار الوجود والنفوذ الإيراني في كل من سوريا والعراق لسنوات
- الأهداف السياسية
- تلعب المصالح الاقتصادية دورا هاما في تشكيل الرؤى والأهداف السياسية للدول، وخاصة في الوضع الإيراني حيث تسعى إيران إلى البحث بشكل مستمر عن فرص تمكنها من إحكام القبضة الاقتصادية على دول الجوار، كبديل ومقايضة عن حالة العقوبات الدولية عليها من خلال الربط البري للطرق لدول المنطقة التي هي بمثابة رئة تنفس للاقتصاد الإيراني كما ذكرنا، ومن خلال ذلك تسعى إيران سياسيا “التوجه شرقا” إلى تمتين العلاقة مع العراق وسوريا ولبنان، في ظل تحالف اقتصادي سياسي تكون إيران هي صاحبة الصولة والجولة، وتكون الدول الأخرى تابعة لها بقرارها السياسي بعد التبعية الاقتصادية والعسكرية والأمنية، وتسوّق إيران لخط سكك الحديد على أنه مجرد مشروع تجاري يعزز التعاون الاقتصادي الإقليمي، لكنه في الحقيقة يحمل في طياته أبعادا سلبية مختلفة كليا بالنسبة للعراق والمنطقة[20]، ومن خلالها تخلق إيران مجالا سياسيا تستطيع أن تناور فيه كرد فعل على أي ضغوطات قد تتعرض لها بالإضافة للتأثير على القرار السياسي لقوى المنطقة، وفي هذا المجال لعبت إيران منذ زمن على إيجاد ما يسمى اليوم “محور المقاومة” وهو حقيقة أشبه بالتحالف السياسي المبني على المصالح الاقتصادية والتي تعزز طهران سيطرتها فيه على حواضر الأمة الثلاثة (دمشق – بغداد – بيروت) من خلال ربطها بشبكة طريق تكون طهران هي المشغل والموجه والمستفيد.
- الأهداف الاقتصادية
- الروية الصينية لمنطقة الشرق الأوسط ومبادرة الحزام والطريق الصينية، تقوم الروية الصينية على الهدوء السياسي والعسكري لتنفيذ الأجندة الاقتصادية والسياسية، تحاول إيران لعب دورٍ هام في أن تكون نقطه تجميع وتوزيع البضائع عبر ممرات برية تربط إيران بالأسواق ومصادر الإنتاج وبالتالي تتماهى الأهداف الإيرانية مع الصينية التي تطمح بدور مستقبلي في الشرق الأوسط، تحقيق عائد مالي للدول المشاركة بالمشروع حيث تقدر أرباح المشروع بنحو 30 مليار دولار سنويا إذا ما اكتمل[21] مع تنشيط الصادرات للمنتجات الإيرانية في كل من سوريا والعراق.
- اختصار زمن وصول سلاسل التوريد بين النقل البحري والنقل البري، حيث تنطلق قطارات الشحن الدولي من منطقة نينغشيا الصينية نحو الأراضي الإيرانية، مستغرقة 20 يوما بعد مرورها بكازاخستان، وسيتم نقل حمولتها عبر بحر قزوين باتجاه ميناء أنزلي، لينطلق بعد ذلك إلى سائر البلدان شرقا وغربا.[22] إضافة للأهمية الاستراتيجية لميناء الخميني على الخليج العربي الذي سيكون جزءاً من خط الشلامجة – البصرة وموصولا معه وصولا لميناء اللاذقية مما يسهل ذلك عمليات التوريد وتقليل في التكلفة بين الخليج العربي والبحر المتوسط.
- سيطرت إيران على المنفذ المائي لسورية ولبنان على المتوسط، إن أهمية شرق البحر الأبيض المتوسط من النواحي الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية دفعت القوى الإقليمية والعالمية أيضاً إلى الاهتمام بهذه المنطقة والدخول في منافسات القوة هناك،وعلى الرغم من أن إيران ليس لديها شاطئ على شرق البحر الأبيض المتوسط، إلا أنها تكره أن ترى نفسها مستبعدة من هذه المنافسة، ومن خلال عقد بعض الاتفاقيات مع القوى الإقليمية، أعطت نفسها فرصة ليكون لها رأي في شرق البحر الأبيض المتوسط.[23]
- تأثير المشروع على مشاريع النقل والموانئ
- يندرج تأثير خط نقل (ميناء الخميني – الشلامجة – البصرة – ميناء اللاذقية) كونه خط نقل متمم لخط الحرير الجديد وبالتالي إضعاف أثر مبادرة المشروع الهندي الإماراتي الإسرائيلي تجاريا كونه يخدم دولا أكثر ويختصر الوقت والتكلفة نسبيا مع المشروع الهندو – إبراهيمي.
- أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، وهو مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى توسيع روابطها التجارية من خلال بناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات والمجمعات الصناعية، وتوسيع نطاق نفوذها السياسي في العالم[24]. في هذا الإطار ينسجم مشروع الشلامجة-البصرة وصولا إلى اللاذقية مع الرؤية الصينية، وسيعزز المشروع الصيني النفوذ الاقتصادي لإيران في شرق المتوسط. فبعد غزو الشركات الصينية الخليج العربي وأفريقيا تسعى إيران إلى حجز مقعد لها كوحدة تحكم للشرق الأوسط ولعب دور سياسي هام بالتنسيق مع الأب الصيني، فموقع إيران الاستراتيجي أعطاها الأهمية قديما على طريق الحرير وحديثا على خط الحرير الجديد (مبادرة الحزام والطريق) ونقل حركة النقل الدولية من الملاحة البحرية إلى النقل البري عبر أسيا وصولا للمتوسط وأوربا.
- نظرا لتميز (القطارات) بالسرعة والتكلفة المنخفضة نسبيا مع اختصار المسافات كبديل عن النقل البحري، يساهم خط النقل من إيران لسوريا ومنها لأوربا بالتأثير سلبا على إيرادات قناة السويس كما يوثر سلبا على خطوط النقل الجنوبية باتجاه سوريا وتركيا من حيث توفير الوقت والتكلفة من خلال النقل عبر ميناء الخميني واستخدام خط السكة الحديدي وصولاً إلى تركيا عبر سوريا ويتعارض مع مشروع المشرق الجديد وهو طريق بري سيربط العراق بالأردن ومصر.
- ميناء الفاو: مشروع الشلامجة البصرة سيلحق ضرر كبير بمشروع ميناء الفاو الكبير في البصرة على الخليج العربي لصالح ميناء الخميني،والذي يطمح العراق لأن يكون ميناء الفاو مركزا عالميا لنقل البضائع عبر أراضيه باتجاه تركيا وأوروبا. وهذا المشروع قد يدفع الأعمال والعائدات بعيدا عن مشروع الفاو الذي من المتوقع أن يدر عائدات للعراق من خلال الرسوم الجمركية والضرائب.[25]
- ميناء اللاذقية: كشفت تسريبات لمجموعة “انتفاضة حتى الإطاحة”، المقربة من منظمة مجاهدي الإيرانية المعارضة مجموعة الإنجازات التي حققتها إيران فعلياً على أرض الواقع في سوريا منها السيطرة على ميناء اللاذقية وتسلمها مشروعا آخر لبناء ميناء الحميدية من جانب النظام السوري كبديل وتعويض عن هيمنة الروس على ميناء طرطوس[26]، ومع ربط ميناء الخميني بميناء اللاذقية عبر خط السكة الحديدي، تصبح حركة نقل البضائع أسهل وأسرع إضافة للتحكم بموارد الميناء وإيراداته إضافة لتسخيره لخدمات النفط الإيراني مستقبلا.
الفصل الثالث: الاستنتاجات والتوصيات
- الاستنتاجات
- إن قيام مشروع الشلامجة – البصرة – اللاذقية سيكون من شأنه إكمال تمكين إيران من السيطرة على الاقتصاد السوري لكونه أشبه بأنبوب نقل خيرات سوريا إلى إيران.
- يساهم هذا المشروع في التغيير الديموغرافي لبنية المجتمع السوري من خلال انتشار المظاهر الشيعية من أشخاص وكلمات وأفكار ومنتجات عبر تسهيل حركة النقل من إيران لسوريا.
- يساهم هذا المشروع في إغراق السوق السورية والعراقية بالمنتجات الإيرانية وإلحاق الضرر بالمنتج المحلي، وإبطاء عجلة النمو الاقتصادية.
- من خلال هذا التقرير وما تم بها من توضيح المطامع الإيرانية في سوريا، يؤكد التقرير أن الهدف الإيراني من هذا المشروع (الشلامجة – البصرة – اللاذقية) يتعدى الأهداف الاقتصادية إلى نفوذ وسيطرة.
- من خلال المشروع محل التحليل، تسعى إيران إلى الالتفاف على العقوبات الدولية.
- يعتبر هذا المشروع عائقا أمام المشاريع العربية الهادفة إلى ربط الشرق الأوسط بأوربا.
- يؤثر هذا المشروع بشكل أساسي على إيرادات العراق وحركة الملاحة والموانئ العراقية سلبا المرتبطة بميناء الفاو الكبير.
- يعزز هذ المشروع الاقتصاد الإيراني ويرفع حجم التبادل الخارجي لإيران ويوفر لها سلاسل توريد على حسب إضعاف الأطراف الأخرى وهي سوريا والعراق.
- التوصيات
بناء على التقارير التحليلية والنتائج أعلاه يتضح جلياً خطر قيام مشروع خط السكة الحديدي من إيران إلى سوريا، عليه يوصي التقرير الأطراف الداخلية في العراق وسوريا والخارجية الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، بعدم السماح لإتمام هذا المشروع، وملء أي فراغ اقتصادي سياسي لصالح خدمة الشعبين العراقي والسوري، وأن تكون المشاريع الاقتصادية ضمن الأمن الاقتصادي العراقي والسوري وليس تنفيذا لأجندة خارجية تهدف لنهب خيرات البلدين وتثبيط دوران عجلة النمو الاقتصادي وتسلب قرارهما السياسي.
مركز كاندل للدراسات والإعلام
[1] Iran First-Vice President, Iraqi PM break ground on Shalamcheh-Basra railway project, 02/09/2024 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[2] مباحثات سورية إيرانية لتطوير التعاون في مجالات النقل – الوكالة السورية للأنباء (سانا) 27/05/2024 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[3] وزیر الطرق: إيران تقوم ببناء جسر متحرك على نهر اروند الحدودي -الوكالة الإيرانية الإسلامية للأنباء (أرنا) 02/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[4] إيران وجنون العظمة – موقع قناة تلفزيون العربي الجديد 16/03/2015 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[5] Rouhani Says Shalamcheh-Basra Railway to Connect Iran to Iraq, Syria, and the Mediterranean – صحيفة الشرق الأوسط 14/05/2021 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024.
[6] Iran First-Vice President, Iraqi PM break ground on Shalamcheh-Basra railway project – صحيفة طهران تايمز 02/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[7] وزیر الطرق: إيران تقوم ببناء جسر متحرك على نهر اروند الحدودي مع العراق – الوكالة الإيرانية الإسلامية للأنباء (أرنا)02/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[8] Railway of Resistance: A grand project to connect Iran, Iraq, Syria – The Credle.co 19/05/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[9] الربط السككي بين إيران والعراق وسوريا.. “حلمٌ” باتجاه واحد – موقع قناة الحرة الإخباري 28/04/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[10] A new railway will at last link Iran and Iraq – The Economist 07/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[11] البصرة-شلامجة.. من المستفيد أكثر من أول طريق سكة حديد يربط بين العراق وإيران؟ – عربي بوست 08/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[12] إيران لمنطقة حرة مشتركة مع العراق وسوريا تصلها بالبحر المتوسط – صحيفة الشرق الأوسط05/03/2024 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[13] إيران تكشف حجم الصادرات والواردات من وإلى سوريا خلال عام – موقع روسيا اليوم 12/04/2022 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[14] إيران تكشف حجم الصادرات والواردات من وإلى سوريا خلال عام – موقع قناة العربي الجديد 31/07/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[15] ما هي مكاسب مشروع “الربط السككي” بين العراق وإيران؟ – وكالة سبوتنيك للأنباء07/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[16] ما هي مكاسب مشروع “الربط السككي” بين العراق وإيران؟ – وكالة سبوتنيك للأنباء07/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[17] الربط السككي بين إيران والعراق وسوريا.. “حلمٌ” باتجاه واحد – موقع قناة الحرة الإخباري28/04/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[18] إيران والنظام السوري يلغيان التعرفة الجمركية لتسهيل التجارة الثنائية – موقع قناة العربي الجديد31/07/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[19] مؤسسات النفوذ الإيراني في سورية والأساليب المتبعة في التشييع – موقع قناة تلفزيون سوريا01/05/2018 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[20]حلم إيران ببناء خط سكك حديد يربطها بسوريا يواجه باعتراضات واسعة – موقع ديارنا الإخباري24/05/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[21] ما هي مكاسب مشروع “الربط السككي” بين العراق وإيران؟ -موقع وكالة سبوتنيك الإخبارية07/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[22] حلقة وصل بين آسيا وأوروبا.. هل تتحول إيران إلى دولة ممرات إستراتيجية؟ – موقع قناة الجزيرة الإخباري 28/06/2022 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[23] Tehran’s Corridor to the Mediterranean Sea – EURO Politics 31/12/2021 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[24] مبادرة الحزام والطريق: توقيع اتفاقية بين الصين والمغرب لزيادة التعاون بينهما – موقع قناة بي بي سي06/01/2022 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[25] حلم إيران ببناء خط سكك حديد يربطها بسوريا يواجه باعتراضات واسعة – موقع ديارنا الإخباري24/05/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024
[26] وثائق مسربة.. النظام السوري أعطى ميناء اللاذقية لإيران مقابل نفوذ روسيا بطرطوس – موقع قناة تلفزيون سوريا الإخباري 07/09/2023 تمت المشاهدة في تاريخ 14/03/2024