زيارة الأسد للصين للبحث عن حلول اقتصادية لا تتوفر شروطها
قام رئيس النظام السوري بشار الأسد مع زوجته أسماء الأسد يوم الخميس 12أيلول /سبتمبر 2023 بأول زيارة للصين منذ عام 2004 بناءً على دعوة من الرئيس الصيني شي جينبينغ، وصل الأسد إلى الصين على متن طائرة صينية، إلى مدينة هانغتشو شرقي الصين، وقد رافق الأسد وفدٌ سياسيٌ واقتصاديٌ، وكان من المقرر أن يشارك في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية مع نظيره الصيني.
أهداف النظام:
تمثل هذه الزيارة كسرًا للعزلة الدبلوماسية والحصار السياسي المفروض على سوريا، تُعتبر الصين شريكًا موثوقًا لدمشق، خاصة في المجالات الاقتصادية وإعادة الإعمار، يُشار إلى أن سوريا تأمل في استثمارات صينية محتملة، حيث تمتلك الصين قدرة استثنائية على إعادة بناء البنى التحتية بسرعة خصوصاً مع عجز حلفاء النظام التقليديين -إيران -روسيا عن الشروع في مشاريع إعادة الإعمار رغم كمية العقود الكبيرة التي وقعها النظام معهما، وإغلاق العرب أبوابهم الاقتصادية في وجه النظام بسبب الضغط الأمريكي وفشل النظام بالاستجابة للشروط العربية لإعادة التطبيع الاقتصادي ودعم التعافي المبكر.
- أهداف الصين:
تسعى الصين لكسر المحرمات الغربية التي تحاول منع التعامل مع دول معزولة، كما أظهرت الصين حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا، حيث استضافت قادة ومسؤولين من دول يواجهون عزلة دولية، كما تقوم الصين بتكثيف اتصالاتها السياسية مع الدول التي تقع على خارطة الحزام والطريق الصيني بعد توقيع الولايات المتحدة اتفاق طريق الحرير الأمريكي مع الهند، والسعودية، والإمارات، وإسرائيل.
كما تهتم الصين بحفظ الاستقرار في مناطق الصراع حول العالم، ومن ضمنها الشرق الأوسط، بالنسبة للصين فإن استقرار سورية يمكن أن يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وهذا يمكن أن يكون له بعض الأهمية الجيوسياسية للمشروع الصيني في المنطقة.
- الخلاصة:
لا يُتوقع أن يكون لزيارة بشار الأسد للصين أثر اقتصادي أو سياسي كبير، حيث لا يُمكن للصين أن تستثمر في بلد غير مستقر ولا تسيطر السلطة فيه على كامل الأراضي السورية ولا يُمكنها أن تدخل في صراع مع الولايات المتحدة التي لا تزال تحتفظ بوجودها العسكري في شرق وجنوب شرق سورية، ومع ذلك قد تُشجع هذه الزيارة على المزيد من التوترات في سورية لمنع التوسع الصيني إلى سواحل البحر المتوسط.
يمكن القول إن العلاقات بين الصين والنظام السوري هي محدودة ضمن نطاق الدعم السياسي الذي تقدمه بكين للنظام في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت مراراً عن التصويت لقرارات تدينها خلال النزاع، واستخدمت الفيتو إلى جانب روسيا لوقف هذه القرارات، لكن العلاقة لم تتطور اقتصادياً بالمقارنة مع علاقات الصين مع دول أخرى في المنطقة مثل السعودية وإيران وتركيا ولا يوجد اتفاقيات اقتصادية كبيرة بين الصين والنظام كما هو الحال مع بعض الدول، لكن الصين تراقب عن كثب التطورات في سورية من أجل حفظ استقرار المنطقة وللبحث عن فرص اقتصادية محددة في سورية التي تقع ضمن مشروع الحزام والطريق الصيني يمكن أن تساعد في مواجهة الطريق الأمريكي.