الفيتو الروسي يواجه قرار تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية للشمال السوري عبر الحدود
فشل مجلس الأمن الدولي يوم ١٢ تموز /يونيو٢٠٢٣ بتجديد قرار اعتماد معبر باب الهوى السوري لإدخال المساعدات الدولية للشمال السوري، وذلك بعد استعمال المندوب الروسي في مجلس الأمن حق الفيتو، وإصرار روسيا أن يكون إدخال المساعدات عبر الخطوط وليس الحدود .
يبدو أن الفيتو الروسي ترافق مع عدد من التطورات السياسية التي استفزت روسيا ومنها الموافقة التركية على دخول السويد لحلف الناتو وتسليم عناصر كتيبة آزوف لأوكرانيا والمطالبة التركية بإدخال أوكرانيا لحلف الناتو ، وتأكيد الخارجية التركية على أن شبه حزيرة القرم هي أرض أوكرانية إضافة للتشدد التركي ضمن خطوات التطبيع مع النظام وتصريح لافرنتيف بضرورة أن تقدم تركيا جدولا زمنيا لسحب جيشها من شمال سورية، وإضافة لرفع مستوى التنسيق الأمني بين الأتراك والولايات المتحدة بالملف الأمني في سورية وحل مشكلة صفقة طائرات f16 مع الولايات المتحدة .
وكان ذلك قد ترافق مع إلغاء بوتين لزيارة له كانت مقررة لأنقرة الأسبوع الماضي ما عكس حجم الخلافات التركية الروسية حول هذه الملفات
كل هذه التطورات دفعت بروسيا لاستعمال حق الفيتو ضد قرار إدخال المساعدات ويبدو أن روسيا تحاول الحصول على ثمن سياسي للموافقة على تمديد آلية دخول المساعدات عبر الحدود وهذه التنازلات تخص الملف السوري بشكل أساسي، والدفع بإدخال كل المساعدات عبر الخطوط لتحسين مستوى استفادة النظام من هذه المساعدات لمواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة لدى النظام.
يبدو أن روسيا منزعجة من تباطؤ الانفتاح العربي والتركي على النظام السوري في ظل مضاعفات الأزمة الاقتصادية حيث وصل سعر الدولار الواحد إلى ١٠ آلاف ل. س .
حيث كانت موسكو تتوقع تحسن الحالة الاقتصادية للنظام بعد الانفتاح العربي عليه.
لكن يبدو أن روسيا تواجه خطر الانهيار الاقتصادي للنظام وتحتاج لتسريع مشاريع التعافي المبكر لتخفيف وطأة العقوبات الغربية الآخذة بالتشدد .